-A +A
ناصر العمري (المخواة)
تتناثر قرى وادي هوران التابع لمركز الجوة بمحافظة المخواة على جانبي الوادي مشكلة مع المزارع الخضراء مشهدا «بانوراميا» جميلا خاصة في فصل الربيع عندما تكسو السحب رؤوس الجبال وبه يكتمل جمال المشهد، إلا أن هذه الصورة الجميلة الراسخة في الأذهان، تشوهها نقص الخدمات كالطرق المسفلتة أو خدمة الاتصالات.


تلك الصورة الجميلة المستقرة في الأذهان عن هوران الشريف كما يحب أهله تسميته لم تكن هي الوحيدة بل تزاحمها في الذاكرة صور مأساوية كثيرة، من تلك الذكريات الحزينة والمؤلمة أن سيلا عرمرما اجتاح الوادي قبل 20 عاما وابتلع عددا من المعلمات وسائقهن حيث جرفهم السيل بسيارتهم.
وقال المواطن محمد بن سعد العمري، عن تلك الحادثة عرف ذلك السيل بسيل «عودة» حيث ذهب ضحيته المشرف التربوي عودة الرحال (يرحمه الله) إضافة إلى ست معلمات»، «ويستطرد استمرت عمليات البحث لمدة يومين وبعض الجثث وجدت على بعد 30 كلم من مكان ابتلاعهم».
ويرى علي أحمد أن تلك الحادثة المأساوية ألقت بظلالها على سكان الوادي فتملكهم الرعب لسنين، ويضيف «على جدار مدرسة هوران عبارة تحذيرية تؤكد أن السيل لا يعرف القوي من الضعيف»، وزاد«الحادثة استحضرت العبارة وجعلتها تستقر على جدار الزمن».
من جهته، قال أحمد العمري إن الفاجعة حملت في طياتها الخبر السعيد بإنشاء طريق مسفلت، ولكن هذا الطريق نفذ بطريقة غير سليمة، مبينا الحاجة لعبارات أوسع وصيانة مستمرة، وهو ما يؤكده سعيد أحمد بالقول «العبارات التي أنشأتها الشركة ضيقة ولا تستوعب كميات السيل الكبيرة الذي يغمرها ويعبر فوقها لضيق المجرى الناتج عن خطأ في التصميم، حيث تسبب سيول الأمطار في جرف الطبقة الأسفلتية».
بدوره، بين محمد عطية أنه يعمل في المخواة على بعد 20 كلم من الوادي، وخلال هطول الأمطار وجريان السيول نبقى عالقين في الضفة الأخرى لوادي راش حتى ينحسر السيل أو يتبرع مواطن بفتح الطريق، مؤكدا أن المواطنين يبادرون بفتح الطريق بجرافاتهم، وقال «مشروع طريق وادي هوران كان يفترض أن يشتمل على جسر من قرية آل طارق إلى أسفل الوادي إلا أن المشروع اكتفى بـ«مزلقان» لا يحل المشكلة بشكل جذري».
وأكد كل من صالح العمري وعبد الله سعيد وعلي أحمد، أن الهاتف الثابت حلم والجوالات باتت صامتة في كثير من نواحي الوادي، وقالوا تبنى مجموعة من الشباب الغاضب من سوء الخدمة الهاتفية ومن الغياب القسري عن العالم الرقمي، حملة على الفيس بوك أسموها حملة أهالي وادي هوران لمقاطعة الاتصالات السعودية وحملت شعارا طريفا «حياة أصعب».
وبين كل من حسين العمري، منصور العمري وحامد العمري، أن الوادي يعاني من عزلة بالرغم من وجود برج للاتصال على قمم أحد الجبال القريبة الواقعة إلى الجنوب الغربي من الوادي، إلا أنه لا يخدم إلا نطاقا ضيقا ومحدودا من القرى على حد قولهم، فيما قال كل من منسي العمري، عبدالرحمن العمري ومسفر العمري، إن قراهم تعيش الظلام الدامس ليلا، وأن كبار السن يتوجهون إلى المساجد المنتشرة في القرى وسط الظلام لانعدام الكهرباء، فضلا عن العديد من القرى الأثرية كقرية الحصون والتي ستشكل بعدا جماليا وإرثا حضاريا وتحتاج للاهتمام والعناية.
مطالب الأهالي: «عكاظ» نقلت مطالب الأهالي لرئيس المجلس البلدي بالمخواة عبدالرحمن الحمياني، والذي أكد حرص المجلس على أن تشمل الخدمات أهالي هوران، كاشفا عن لقاء مع أهالي الوادي هوران من خلال جولة ميدانية وزاد التقينا بممثلي الأهالي في مركز الجوة واستقبلنا طلباتهم، مؤكدا حاجة قرى هوران للإنارة، ووعد بأن تؤمن هذه الخدمة للمركز ضمن الميزانية الحالية، مشيرا إلى حرص المجلس على شمول القرى بالسفلتة وتسوير المقابر في مشاريع البلدية قريبا.